في أربعين الأديب مـحمد علي الخطيب رحل راهب وناسك الإبداع

خاص صور برس – كتب الـمربـي الـمهندس مـحمود مـحمد شـمس الدين

على ُكل مقدٍر ومكتوب

أربعون يوًما على رحيل راهب وناسك الإبداع أستاذي ورفيقي وصديقي، فقيدنا الغالـي الفنان مـحمد علي الـخطيب. كنت أتـحرى سر هذا الكون علهُ يُفصحُ عن حقيقته ثـم أستنطقهُ فيصمت كالقديس الـمتعبد فـي هيكله ما     أشق صمت هذا الكون. فوجئت  بـخبر رحيلك يا أستاذي وصديقي الـمبدع مـحمد علي الخطيب أتيتُ لأرثيك بل جئتُ لأقـول للتاريخ وللأجيال الآتيه والتـي أتت من قبل كم صدحت ريشتُك بيـن أعمدة قلعة مدينة الشمس بعلبك وكم دوت كلماتُك على خشبة الـمسرح فـي مدينة صيدا فـي مسرحيتَيْ الطعام والزعيم حيث كان لـي الشرف أن أشارك بتمثيل مشاهد هاتين الـمسرحيتين في مدينة صيدا الـمحبة التي حضنتك بشيبها وشبابـها ومسؤوليها وأخص بالذكر الـمناضل العروبـي الـمرحوم معروف سعد الذي أحاط عملك الفنـي بـمحبٍة صادقة واحتـرام وتقدير وكذلك الزعيم الـمعلم كمال جنبلاط رحـمه الله. وكانت جريدة الـمحرر تتكلم عن أعمالك. ولن أنسى الشموع التـي أضأتـها بالعلم والأخلاق السامية وكان لـي الشرف لأتعرف على شـمعة منشـموعك الدكتور إياد فزرع فـي نفسي الأمل .. إنه إبن أبيه.

أما رفيقة دربك السيدة الـجليلة ذُكاء الحُرّ، الأم الصالـحة الصابرة على مآسي الحياة، إنـها قدوة على تـخطي الصعاب ومرارة الدهر لتـرسوعلى شاطئ الأمان.أيها الـمبدع لقد بنيت صروًحا فـي الوطنية والقومية العربية علك تقوم  إعوجاج هؤلاء الـحكام فـي وطنك وفـي العالـم العربـي الذين جعلوا من السُكر سماً ومن القهر حقداً كما قال أميـر الـمؤمنين صاحب نـهج البلاغة الأمام علي رضي الله عنه.

عبثًا قُلتَ وعبثًا نَبهتَ وها نـحُن اليوم نـمر فـي نفٍق لفهُ الظلام فأطبق على أنفاسنا وشنج أحاسيسنا وشتت أفكارنا وأستحضُر هنا مرًةأخرى ما قاله الأمام علي رضي الله عنه فـي نـهج البلاغة، الداعية بلا عمل كالرامي بلا وتر. لقد فاضت روحك يا أبا باسل إلـى خالقها وغِبتعنا مأسوف عليك لأنك كنت تنبري إلـى عمل الـخير وتنفثُ عن الـمكروبيـن كربـهم. فعملُك هو الذي جعل لك وجوًدا فـي الدنيا ووراء هذاالوجود وجوًدا معنوًيا ليس فيه معنى الكلمات لأن وجود الروح لا وجود العمر وهكذا لا تـخلو الأمه مـمن يعرفون الفضل لذويه ومن رأى العبـرةفليعتبـر

قف تأمل بعالـم كالخيالِ

وتفكر بساعة الارتحالِ

وتزود إلـى غد خيـر زادٍ‎

وتأهب لـملتقى ذي الجلالِ

أيها الصديق رحلت بـجسدك ولكنك باقٍ فـي جوارحنا نردد ما كتبتهُ فـي رواياتك وإن كان الفراقُ صعبًا لكن الروح باقيه نستمدُ منها أوكسجيـن حياتنا.

بإسـمي وباسم جـميع عارفيك فـي بلدتـي الزعرورية وفـي إقليم الخروب،  نعزي أنفسنا بفقدك أيها الغالي. وأعزي أفراد عائلتك الكريـمةوجـميع أقاربك كما أعزي جـميع أقارب زوجتك الـمفجوعة لفراقك.

 

مثواك الـجنة أيها الصديق.

وكلنا ينتظر ساعة الرحيل إلـى عالـم الـحق.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.