غلاء السلع الإستهلاكية . من يتحمل المسؤولية وكيف يبرر التجار هذا الإرتفاع الجنوني!

صور برس – ريان صالح

اشتهر لبنان ببلد العجائب، فلم يكفهِ وباءُ كورونا وإيقاف الأشغال بل وتطور حتى وصل لغلاء الأسعار!

لم يعد هناك مفرٌ للشعب اللبناني، فإما أن يموت من الوباء أو أن يحاربه الجوع، حصارٌ من الجهتين، بلا حسيب أو رقيب، غياب الدولة وتفلُت الغلاء المعيشي  مقارنةً بارتفاع الدولار. كل ذلك يقع على عاتق المواطن فمن المسؤول؟؟

كثرة التساؤلات وشكاوى المواطنين جعلتنا نواجه بعضاً من التجار الذين بدورهم لم يكن أمامهم خيارٌ سوى الدفاع عن أنفسهم في أزمة رفع الأسعار!

أحمد شعيتو(صاحب ملحمة):

السبب الرئيسي لغلاء اللحوم هو أزمة الدولار ،فجميع المسالخ في لبنان تستورده من الخارج ،وإن كبار التجار -الموردين- يستلمون البضائع بالدولار وهذا ينعكس سلباً علينا كأصحاب مصالح ،فعند ارتفاع الدولار نحن مجبورون على دفع المستحقات بسعر الصرف الذي يتغير بين ليلة وضحاها ،ولا نجد حلاً سوى رفع الأسعار حتى لا نخسر رأس مالنا ،عدى عن المصاريف الثانية من أجار المحلات والكهرباء وحتى توابل اللحوم ومستلزماتها فجميعها ارتفعت أسعارها.

وأضاف شعيتو ؛ لقد انخفضت نسبة أرباحنا كثيراً عن السابق  وأصبحنا نشتري نصف الكمية التي عهدنا شراءها لأن الزبائن الذين كانوا يشترون بالكيلو أصبحوا يشترون النصف وهكذا حتى وصل البعض إلى استبدالها باللحوم البيضاء أو الإستغناء عنها.
وختم شعيتو حديثه بالقول أنه إذا استمر سعر صرف الدولار بالإرتفاع فإن الملاحم الصغيرة والغير متمكنة سوف تقفل كلياً لأنها ستصبح غير قادرة على تحمل الأعباء والمصاريف الإضافية.
وشدد على أهمية تثبيت صرف الدولار حتى يتوقف التلاعب بالأسعار وتعود الحياة بعض الشيء إلى طبيعتها مؤكداً على مراعاة الناس بقدر الإمكان وبدون أن يكون هناك أية خسارات.

تيسير جباعي (صاحب ميني ماركت) :

أنا وزملائي من أصحاب مؤسسات تجارية ميني ماركت وسوبرماركت وجهنا رسالة إلى وزير الاقتصاد روول نعمة نطالب فيها بوضع حل لهذه الأزمة التي تسببت لنا بخسائر فادحة منذ بداية أزمة الدولار وحتى يومنا هذا.

وأضاف ؛ الكل يسلط الضوء علينا و يُحملنا مسؤولية ارتفاع الأسعار ونحن عالقون بين نارين، ارتفاع الدولار والمحافظة على رأس مالنا.

إن معظم أصحاب المحلات التجارية هم من المستأجرين وليسوا من المالكين ويترتب عليهم دفع المستحقات عدى عن حقوق الموظفين ناهيك عن فاتورتي الكهرباء والاشتراك!

إن الشركات الموردة للمواد الغذائية وبظرف شهر قامت برفع سعر البضائع أكثر من ثلاث مرات وبظرف أسبوع مرتين، فاختلف سعر الفاتورة على أساس طلبها بالليل او النهار. وأصبح التاجر  لا يسلمنا البضاعة إلا بسعر صرف السوق حتى عند تثبيت الدولار  لمدة يومين لم يقم التاجر بخفض الأسعار وهذا بالطبع انعكس سلباً علينا فنحن لا نملك رأس مال كبير مثل أصحاب الشركات ولا يمكننا تحمل أعباء ومصاريف تفوق طاقاتنا.

وناشد جباعي السلطات المعنية لوضع حد للشركات الوطنية التي تتلاعب يومياً بالأسعار بحسب سعر الصرف في السوق. وشدد على ضرورة ملاحقة التجار الكبار الذين لا تطالهم الدولة فهم السبب الرئيسي للارتفاع المفاجئ للكثير من السلع الغذائية.

وختم حديثه بالقول :”بقولولنا حسو بالعالم، بس مين بحس فينا؟؟” يجب أن نشعر بالمواطنين على حساب مصالحنا وربما انكسارنا.. عندها ينعتوننا بالأبطال! 


أما وجهة نظر المواطنين وتصادمهم مع الغلاء فكان الرد حازماً على أصحاب المحلات التجارية..

ريان مغنية(نائب رئيس جمعية “نحنا قدا” طيردبا) :
بالنسبة للمساعدات فمنذ بداية الأزمة حتى اليوم خفّت بسبب ارتفاع الأسعار، أما المتبرعين من الناس فكان الجميع يتبرع ولو بمبلغ صغير. أما الآن فاقتصر الموضوع على الميسورين ماديا.

وأشارت إلى أن التكلفة ارتفعت وقلّ بالمقابل عدد الناس المستفيدة بمعنى أنه كنا نوزع الخضار إلى 200 عائلة والآن فقط 100 عائلة و لكن بنفس التكلفة.

وبرأيها اعتبرت كل شخص في الدولة مسؤول عن الغلاء و أيضاً الشعب مسؤول. كما وطالبت وزير الإقتصاد ووزير المالية وحاكم مصرف لبنان ووزير الداخلية والبلديات بأن يضعوا حداً لهذا الغلاء ويكون هناك رقابة من قبل الجهات المعنية على التلاعب بالأسعار.

زينب عطوي(ربة منزل) : لقد بدّلت معظم المواد الغذائية التي كنت أشتريها بسبب ارتفاع الأسعار وجشع وطمع التجّار. أمّا عن المواد التي زاد سعرها عن الحد الطبيعيّ فهي اللحوم الحمراء وحليب الأطفال وغيرهما من المواد الغذائية..

فاطمة المرشد (موظفة) : الأغراض التي كنت أشتريها قبل الأزمة لم أعد قادرة على شرائها كلها، صرت أحضر فقط الأساسيات.
أما بالنسبة لقيمة الدين فقد زاد الضعفين خاصةً أن المعاشات توقفت و أصبحت بدون قيمة كالسابق.

ناهدة جفال (ربة منزل) :في البداية تأزمت نفسيتي وأصبحت غير قادرة على إدارة منزلي بالشكل السليم و تغير كل روتين حياتي وصرت أبحث عن بديل للمواد التي أستهلكها بسعر أرخص  وحتى حاجاتي الأساسية  أحضرها ولكن بكميات أقل  بكثير.

رانيا بزون(ربة منزل) : جميع المواد الأساسية تم رفع سعرها(زيت، سكر، أرز، أجبان، أدوات تنظيف.. )، واستغنيت عن معظم الكماليات، أما الخضار والذي يعتبر إنتاج محلي لم نتوقع غلاءه بهذا الشكل!

إبتسام خاروف (ربة منزل) :قبل ارتفاع الأسعار كانت ال50 ألف تجلب لك الكثير من الحاجات أما اليوم فهي تكفي فقط لكيلو من الشاي وعلبة من التمر! نفس الشيء بالنسبة للّحوم والخضار، فلقد استغنينا عن معظمها.