بقلم الأستاذ حسين دهيني (ابو غيداء)
روي عن الإمام الصادق ع ،قوله:
“أن تعرف ما يخرجك عن دينك”
لو تأمّل الإنسان هذه الكلمات،وانفتح على آفاقها ومضامينها،بوعي وإدراك، طلباً للمعرفة،لوجد أنها تحمل دعوة للبحث والتّنقيب،لأنّ الإنسان عندما يبحث ،لا بدّ أن يصل إلى قناعة تكون مدعومة بالبراهين والأدلة،وحينئذ تكون رؤيته واضحة،يسير بهدى المعرفة على الطريق السّوي،وتنقشع أمامه كل الغمامات التي تُلقي ظِلالاً في طريقه،ليصير حادّ البصر والبصيرة.
ومعرفة ما يُخرِج الإنسان عن دينه منوطة، بادئ ذي بدءٍ بالإنسان نفسه، فعليه تقع مسؤولية البحث عن ما يخرجه عن دينه،ولا يكون ذلك،إلاّ عندما يأخذ يفتش في المصادر التي ترسم معالم دينه،وإذا شقّ عليه البحث والتّنقيب،فعليه أن يرجع إلى أهل الاختصاص،أولئك الذين تبعث رؤيتهم على الراحة،وتذكّر بالخالق،يرشدون دون منّة،وسلوكهم يطابق قولهم،ينطلقون ويكون الله أمامهم،يبصرونه في كلّ قول ،أو عمل،نطقهم صواب،ومخالطتهم مغنم،لا يحيدون عن جادّة الصواب.
فإذا عرف هذا الإنسان ما يخرجه عن دينه،فسوف يكون مرتاح البال، مرتاحاً في حياته،كلّما مرّت عليه مشقةٌ رأها سهلة،فهو ينظر بعين لا غشاوة عليها،ولو خالف كلّ الناس التشريع، يكون هو في راحة،وإن قالوا عنه: مازال قابعاً في القديم
كلّ الأديان السماويّة تدعو أتباعها للإخلاص،والصدق،والفضيلة، والمحبة، وترك الفواحش، وصلة الرحم،والمودّة،والمساعدة،وغير ذلك من القيم الإنسانية النبيلة، وتدعو الإنسان ليقيم علاقة خاصة مع خالقه، لها تشريعاتها وطقوسها، أليس الحريّ بالإنسان أن يعرف ما يخرجه عن دينه؟
إذا عرف الإنسان ذلك، سيعمّ الوئام بين أبناء المجتمعات الإنسانية..وسوف يموت كل جعسوس،وناطس للخنّاس في غيّه..
١٣-٣-٢٠٢٠
أبو غيداء/ طورا
قم بكتابة اول تعليق