صور برس – زينب نعمة
ماذا نقول عن مجتمع قولب كل شيء من دون استثناء حتى شهر رمضان المبارك؟
هل يُعقل أنّ شهراً فضيلاً زاخراً بالبركات والرّحمة يتحوّل إلى كرنفال استهلاكيّ متنقّل لا يمتّ للروحانية بصلة؟
نصطدم يومياً بمصطلحات وممارسات هجينة غريبة بعضها مفهوم وبعضها الآخر يحتاج مترجماً نظراً “للفزلكة” الكبيرة التي تحملها بين طياتها..
أنا وكثيرون غيري نطرح على أنفسنا كل يوم العديد من الأسئلة:
ماهي ” الخيمة الرمضانية”؟وما معنى “رمضان vibes”؟
كيف ومتى تحوّلت سهرات شهر رمضان الكريم إلى سهرات طربية بامتياز على أنغام العود ؟ماذا يعني “سوهور نايت sohour night “؟
و “عبايا نايت” ؟
ومتى نشأ مصطلح ” الميكاب رمضاني (المكياج الرمضاني)؟
ورمضان نيلز أي (اظافر رمضان)؟!
وهل غرقنا في دوامة الاستهلاك المقيتة لدرجة أن اصبح هناك “رمضان أوت فيت ramadan outfit ؟
وما هو ارتباط القدود الحلبية بشهر رمضان ؟
على ما يبدو أنني أصبحتُ “دقّة قديمة” على الرغم أنني في مطلع الثلاثينات ،أو ربما هذا المجتمع يسير بشكل خاطئ وهيستيريّ ، او ربما عقلي كما غيري العديد من “المعتّقين” لا يريدُ أن يتقبّل هذا التحوّل الهجين المجنون لمعاني الشهر الفضيل..
بالنسبة لي ترتبط معاني هذا الشهر بالعبادات والمستحبات،قراءة القرآن وإحياء ليالي القدر،إطعام الناس والجمعات العائلية الحميمة البعيدة عن كلّ أشكال التكلّف والتصنّع..
شهر رمضان هو فرصة لإصلاح ما فسد من النفوس على مدار العام وهي منحة إلهية سنوية لكيّ نعيد النظر في كيفية إصلاح أنفسنا وأخلاقنا وسلبياتنا ..
هو شهر يحمل من المعاني والعظمة والرفعة والسموّ ما يجعل هذه السلوكيات الهجينة في مجتمعنا تبعده عن مكانته الكبيرة التي خصّه الله فيها ..
“شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدىً للناس وبيّنات من الهدى والفرقان”
الهدف واضح :هدىً للناس
وليس ترسيخاً لسياق استهلاكيّ عام انغمس فيه المسلم المعاصر عبر السيولة والتكلّف والتزلّف الإجتماعي .
على سبيل المثال تأتي النساء اللواتي يرتدين العبايات المفتوحة والشالات الملقوحة مع تسريحة شعر عالية من دون نسيان الإغداق في وضع عطور مسك الطهارة وعود السلطانة الحائرة التي تحاول عيش روح الشرق الاصيل..
هذا عدا عن القفطان والتوربان عقبال المرطبان..
عودوا إلى روحيّة الشهر الفضيل..
عودوا إلى العمق والمعاني ولا تلتهوا بهذه الممارسات البعيدة عن معاني الدين وتطهير النفس وتزكيتها..
زينب نعمة