وجّه النائب السابق نبيل نقولا رسالة إلى الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، جاء فيها:
“بعد تفاقم الوضع المعيشي، وحياة الذل التي يعيشها المواطن، وبعد أن أصبح من غير الممكن تحمّل هذا الوضع بسبب عمليّات التهريب للمواد الأساسية إلى خارج الحدود، والتي بدأت أصابع الإتّهام توجّه إلى جماعات مدعومة منكم. أتوجه إليكم بكل صدق بهذه الرسالة علّها تصل إليكم، وتعطى كل تفهم من قبلكم … لقد تكلمتم على الفاسدين، واعتبرتموهم كالعملاء، وأنتم على حق لأن العميل هو من يتآمر على وطنه أمنيا، واقتصاديا”.
وأضاف, “ما يحدث اليوم أنتم متّهمون، وكأنكم اخترتم حليفا طائفيا “خوفا غير مبرر على طائفتكم الشيعية”، وفضلتموه على شريك لبناني يجمع من حوله أبناء من كل المذاهب، والمناطق. وكأنكم اليوم تقفون متفرجين على نهب الدولة، “طبعا دون مشاركتكم”، وسرقة المالية العامة، وتوظيف آلاف اللصوص في وزارات يجهلون مقرها”.
وأردف, “كنتم تراقبون تهريب مئات الملايين من الدولارات إلى الخارج من قبل حلفاء، وخصوم، ولم تحركوا ساكنا، وكنتم قادرين على دعم معركة أكثرية الشعب اللبناني ضد الفساد، ولم تفعلوا… بل كان نائب من كتلة حزبكم يخرج من فترة إلى أخرى يلوح بملفات فساد، وكنا نعرف أنها لا تسمن ولا تغني عن جوع، وكأنها من ضمن مسلسل تضييع المعركة ضد الفساد، وتمييعها”.
واستكمل, “لم نسمع منكم أي كلام جدي حول التدقيق الجنائي الذي يطالب معاقبة كل من امتدت يده إلى المال العام حتى لو كان أقرب الأقربين، أو من العائلة”.
وتابع، “طارت أموال المودعين، ومنهم الآلاف من شيعة الاغتراب الذين مثل سواهم من المغتربين عانوا الذل، والإهانة، والقتل، وحرق محلاتهم في دول أفريقيا من أجل تحسين أوضاعهم، وكانوا يرسلون هذه الأموال إلى المصارف اللبنانية من أجل دعم الاقتصاد، وها هم اليوم يبكون جنى العمر، وقهر الغربة”.
وسأل، “ماذا تتوقعون من جبهة داخلية تركض في فجر كل يوم بحثا عن زيت، ودجاج، وخبز، ولحم، وحبوب، وأدوية، حليب للأطفال، بنزين، ومازوت مدعوم من دولة اللصوص.. عذرا إن بعض الكلام قد يكون قاسيا”.
كما أشار إلى ان “لبنان لا يقوم إلا على الحقيقة لأنه بلد الحقيقة. الحقيقة، والمصارحة بيننا كلبنانيين تخرجنا من هذا النفق المظلم.
لا يمكن بعد اليوم أن نبقى على هذا الوضع بحجة القوي في طائفته، وخصوصا السكوت عن من سرق، وأهدر جنى عمر كل اللبنانيين، ومنع التدقيق الجنائي، وإعادة ما يمكن إعادته من الأموال المسروقة”.
وختم رسالته “سماحة السيد صديقك هو من يقول الصدق دون خبث ورياء. أرجو منك تفهم وجع الشعب، كل الشعب اللبناني، والبداية تبدأ بأنفسنا حتى نستطيع مساعدة الآخرين”.