قاسم قصير
صدر عن دار أثر للنشر والتوزيع كتاب جديد للباحث الشيخ الدكتور محمد شقير حول مسائل المقاومة والسلاح والدولة والصراع مع العدو الصهيوني والحياد تحت عنوان : جدليات المقاومة في الاجتماع اللبناني عن الدولة والسيادة وثنائية السلاح ويضم الكتاب مجموعة دراسات ومقالات وأبحاث أعدها المؤلف خلال ست عشرة سنة تقريبا اي منذ العام ٢٠١٤ وحتى العام ٢٠٢٠ وهي تتناول مجموعة قضايا مهمة لها علاقة بالصراع مع العدو الصهيوني ومواجهة المشروع الأميركي في المنطقة ودور إيران وقضايا إشكالية عديدة أثيرت خلال السنوات الأخيرة ومنها مسألة ثنائية السلاح بين الدولة والمقاومة ومذهبية المقاومة وموضوع الحياد وعلاقة المقاومة بالساحة الداخلية وقرار السلم والحرب وكيفية مواجهة الفساد والموقف من الحراك الشعبي ضد الفساد.
ويحاول الشيخ شقير في هذا الكتاب التأسيس لثقافة جديدة تجمع بين الحق في المقاومة ومواجهة العدو الصهيوني وبين النظرة لدور الدولة وخصوصا في ظل التنوع الديني والطائفي والمذهبي وإشكالية الخلاف الداخلي حول النظرة للمقاومة ومستقبلها.
ويستعيد المؤلف التجارب التاريخية والأسس الفكرية والدينية التي تستند إليها المقاومة ورؤيتها لآفاق الصراع مع العدو الصهيوني وهو يحاول أن يرد على كل التهم والاشكاليات التي تواجهها المقاومة في هذه المرحلة الصعبة وفي ظل محاولة إيجاد وعي جديد يرفض مشروع المقاومة أو يعتبر أن هذا المشروع انتهي وان علينا القبول بالتطبيع مع العدو الصهيوني أو اعتماد منطق الحياد .
ويؤكد الباحث أن اعتماد منطق المقاومة كان خيارا متصلا بحاجة الناس إلى الأمن والأمان وتوجها نابعا من شعورها بعزتها وكرامتها الشخصية والوطنية وأهمية الحفاظ على هذه الكرامة وصونها وقرارات بحماية الأرض والعرض وحفظ لقمة العيش واستعادة دورة الحياة وحماية الأمن والرزق وكافة الحقوق وأن أي خيار آخر يطرح كبديل عن المقاومة يجب أن يؤمن كل هذه الحاجات.
ويدعو الكاتب الجميع في الوطن لإدراك هواجس شركائهم في المواطنية والأسباب التي دفعتهم لتبني خيار المقاومة والتمسك بها وما تعنيه المقاومة في وجدان الناس ووعيهم وحياتهم وعلى ضوء ذلك يمكن مناقشة كافة الموضوعات والاشكاليات.
إذن هذا الكتاب محاولة جدية للحوار حول دور المقاومة وعلاقتها بالدولة وكيفية معالجة إشكالية ثنائية السلاح بين الدولة والمقاومة.
وأهميته أنه صدر في هذه المرحلة الدقيقة حيث نشهد نقاشات حادة حول كل هذه الموضوعات مما يجعل مناقشته والحوار حوله ضرورة وطنية وفكرية وثقافية ومجتمعية.