كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”
يبدو أن غرق “زورق الموت” قبل أسابيع قبالة بحر طرابلس لم ولن يردع الشبان اليائسين عن البحث عن أي طريقة للهروب من هذا البلد، حتى ولو كان عبر البحر مجدداً.
منذ أيام انتشر في الأوساط الطرابلسية والشمالية خبر عن مركب جديد انطلق من لبنان إلى أوروبا يحمل عدداً من شبّان طرابلس، من مناطق القبة، التبانة والميناء والوجهة كانت إلى ألمانيا. وبعد وصوله إلى وجهته وبات في مأمن من أي إمكانية للإمساك به، بدأت تتسرب صور عنه إلى الأهل والأصدقاء في طرابلس. وبحسب ما يتم تداوله، هناك مراكب تغادر لبنان وتصل إلى وجهتها وسط تكتم شديد ومن دون أي إعلان أو صورة، والبعض ممن فقدوا أصدقاءهم يدركون لاحقا انهم صاروا خارج لبنان وذلك بعد البحث عنهم. واللافت أنه عند نشر صورة لشبان المراكب المهاجرين فإن معظم ردات الفعل والتعليقات تمجّد هذا العمل ويتمنى اصحابها أن يبلغوا بدورهم نعمة الهرب من جحيم لبنان
إلى ذلك، كشفت معلومات خاصة يتم التداول بها أن مجموعة كبيرة من الشبان من قرى وبلدات عكارية عدة تستعد للهجرة عبر البحر في الأيام القليلة المقبلة في المركب الذي سيقصد إيطاليا. وروى أحدهم (24 سنة) أن كل ما يعلمه عن الرحلة هو ان الشخص الذي نسّق معه بشأنها هو من نفس البلدة والميسِّر لها هو من قرية مجاورة. وقال “أعلم أيضاً أن 3 شبان من بلدتي سيكونون إلى جانبي في نفس الرحلة، ومنهم عسكري متخلّف عن خدمته منذ مدة، وقد طُلب إلى كل واحد منا تأمين مبلغ 2000 دولار في غضون 10 أيام، سندفع نصف المبلغ قبل السفر والنصف الثاني عند الوصول بحسب الإتفاق مع ميسّر الرحلة وهو من قرية مجاورة. أنا لا يهمني إلا الخروج من هذا البلد التعيس بأي شكل وبأي طريقة فلا حياة هنا“.
بدورها، تروي سيدة قصتها، وهي أم لـ5 أولاد وتسكن في منطقة ضهر المغر – القبة، وقرر زوجها منذ أكثر من شهرين الهجرة غير الشرعية بالمراكب أسوة بكثيرين من أبناء مدينته، فتقول “يريد زوجي الهجرة بالبحر بعدما توقف عمله. كان يعمل سائقا على أحد باصات مدرسة أقفلت أبوابها منذ فترة. يريد منا أن نسافر جميعاً وأنا لا أرغب ليس حباً بهذا البلد بل خوفاً أن نلاقي مصير عائلة الدندشي وآخرين. أنا خائفة كثيراً على الأولاد من هذه الرحلة“.