خاص صور برس – زينب نعمة
تلقي الأزمات المتلاحقة وزرها على المواطنين اللبنانية ، لا سيّما الطبقة ذوي الدخل المحدود ، والطبقة الفقيرة التي زادت واتسعت رقعتها بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية ، والتي ألقت بتبعاتها على كافّة جوانب الحياة من مأكل وملبس وطبابة الخ …وحوّلت كثير من الأسر المتوسطة إلى فقيرة وبعضهم إلى شبه معدومة وتحت خطّ الفقر .
ونتيجة لهذا الواقع الصعب والمضني ، انطلقت العديد من المبادرات الإجتماعية والإنسانية لمساعدة الطبقة المستضعفة ، ولرسم البسمة على وجوه مئات الأطفال الذين فقدوها منذ زمن .
تقول الإعلامية والناشطة الإجتماعية “نسرين نجم ” لموقع “صور برس” أنّ هذه المبادرات بدأت منذ سنوات، بشكل فردي منفصل وانطلقت من الواقع المرير والذي ازداد مرارة وصعوبة بعد ثورة 17 تشرين أول 2019 والتي ازدادت سوءاً وحدّة بعد انهيار سعر صرف العملة الوطنية ، والذي أدّى بطبيعة الحال إلى ارتفاع سعر السلع بشكل خيالي.
بدأ العمل على رصد الواقع الإجتماعي للأسر اللبنانية الفقيرة والأطفال الذين يعانون من حرمان واضح ، حيث تركّز العمل على ناحية تأمين الحصص التموينية والثياب والألعاب والدعم النفسي للأسر ، وحتى لكبار السن الذين بحاجة لاحتضان كبير بسبب الوضع الصحي الذي يعاني منه أغلبهم من أمراض مزمنة وأوجاع ، وبالتالي حاجتهم إلى المتابعة الصحيّة المستمرّة.
وتكمل “نجم” انطلاقا ً من اختصاصي في علم النفس الإجتماعي، وزميلتي في العمل الناشطة الإجتماعية مريم مغنية (وإن كانت أكثر تتجه للجانب الطبي والدوائي…) بدأنا العمل مع بعض وبمساعدة بعض الشباب والمتطوعين ، من خلال دعم بعضنا لبعض في بعض الحالات الإنسانية الأكثر صعوبة .
انطلقت مجموعة مبادرات مثل مبادرة “الدفا عفا ” حيث تمّ توزيع شالات وقبعات صوفية وكلساتات على خمسين طفل من العائلات الأشدّ فقرا ً في منطقة حي السلم بالتعاون مع مديرة مركز الشؤون الإجتماعية في حي السلم السيدة ماجدة يونس التي قامت بتزويدهم بالداتا لهؤلاء العائلات والمساعدة بالتوزيع. كذلك توزيع ملابس مستعملة ولكن جيدة يتمّ التبرع بها من سيدات ، يتمّ إعطاء هذه الملابس للناس المحتاجين ، وأيضا ً توزيع الأدوية على المرضى في هذه العوائل المستضعفة .
وأيضا ً من ضمن المبادرات التي انطلقت ، مبادرة “السندويش المدرسي” حيث تمّ تأمين سندويشات وعصائر وفاكهة على الأطفال الجائعة في المدارس حيث استفاد من المبادرة حوالي 1100 طفل على مدى ثلاثة أسابيع .
تؤكّد الناشطة نسرين نجم أنّ المبادرة وجدت أصداءً رائعة جداً “لم نكن نتوقعها ونجحت بفضل الله وبفضل المتبرعين الذين لم يبخلوا بأيّ شيء يقدموه إن كان من داخل لبنان أو من خارجه، أذكر هنا مشاركة أطفال فتحوا”قججهم” وتبرعوا، وحتى تبرعوا بشراء العاب للأطفال.حيث كان هناك تكافل تضامن تعاون منقطع النظير نعم نردد”الدني بعدا بخير”، فتحية لكل المتبرعين والمتطوعين.
وكانت هناك أيضا ً مبادرة بمناسبة ولادة السيدة زينب(ع) حيث تمّ توزيع هدايا على الأطفال الفقراء ، ونشر الفرحة في نفوسهم خاصّة في هذه الظروف الإقتصادية الصعبة والمستجدة والتي ينوء بها فقراء المجتمع اللبناني .
مع التمني أن تتعمم هذه التجربة على كلّ البلدات والأحياء أو أن يتمّ تبنيها من قبل البلديات في ظلّ غياب شبكة الأمن والأمان الاجتماعي.
كذلك هناك الكثير من المبادرات الإنسانية حيث تم توزيع ٢٢ حصة تموينية ل٢٢ عيلة
وأيضا ً تم توزيع ٢٢ حصة خضار وفواكه وخبز على ٢٢ عيلة.
– تم تأمين ٢٢ دواء ل١٨ مسن و٤ أطفال.
-تمّ توزيع مبلغ وقدره ٣٠٠ ألف ليرة على ٢٢ عيلة من العائلات الأشد فقراً.
وأيضا ً من ضمن المبادرات التي تمّ القيام بها هي زيارة “البيت الماروني” في منطقة عين الرمانة الذي يضم 76 مسنّ ومسنة حيث تمّ توزيع هدايا رمزية بمناسبة عيد الميلاد ، ما أثار جوّ من البهجة والسعادة في نفوس المسنين الذين يعانون من مشاكل صحيّة ونفسية ، والذي يعاني بعضهم من “الألزهايمر” .
تأمل صاحبة هذه المبادرات مع زملائها العاملين في هذا العمل الإنساني، أن يتمّ تعميم التجربة في كلّ المناطق اللبنانية ، وأن تصل إلى القرى والبلدات في كل الأقضية والمحافظات اللبنانية ، وأن تسعى البلديات لتعزيز هكذا مبادرات ونشاطات إنسانية وخيرية ، تساهم في تخفيف الضرر على الفقراء والمرضى والمستضعفين في المجتمع اللبناني .