ريان صالح – صور برس
هل يسود التعليم الالكتروني على المجتمع اللبناني؟
ظهرت في الآونة الأخيرة، ولأول مرةٍ في لبنان ، نُظم للتعليم الإلكتروني بدلاً من التعليم التقليدي في المدارس، نسبةً لانتشار وباء عالمي سُمّيَ بـ”كورونا” . فما هي فوائد هذا التعليم ومخاطره؟ وما هو مصير التعليم الإلكتروني في لبنان ؟
تكمن أهمية التعليم الإلكتروني بأنه يساعد على استكمال المناهج التعليمية عند حدوث الأزمات المحلية ، وبهذا الشكل يبقى الطالب على إلمامٍ بالمواد الأساسية وفق متابعةٍ يوميةٍ من الأساتذة والمعلمين، مما يُسهّل عملية التواصل بينهم.
بناءً عليه، إن جهود المعلمين تتضاعف بالرغم من سهولة التعليم، فعلى كل معلم أو معلمة السهر على وضع الدروس وشرحها بالاضافة إلى عرض وسائل إيضاحٍ كافية، وإعادة شرح المحتوى لكل طالب لم تصله الفكرة الرئيسية.
أما مخاطر هذا التعليم تقع مباشرةً على الطالب، فهو بالرغم من توفر جميع التسهيلات يُحب المماطلة في إكمال واجباتة اليومية، بمعنى آخر لم يعد يلتزم بالوقت المحدد للدراسة مما يجعلنا أمام بابٍ خطير ألا وهو الإستهانة بمستوى التعليم والاستخفاف بقيمة المعلمين ومكانتهم.
علاوةً على ذلك، لا يمكننا تجاهل أصحاب الدخل المحدود من الأهل الغير قادرين على توفير كافة سُبل التعليم الإلكتروني لأولادهم ، وأخذ الموضوع على محمل الجد.
من جهةٍ ثانية، الأهل هم الحلقة الأهم في تمتين العلاقة بين الملقن والمتلقي، كتوجيه أولادهم وحثّهم على الإلتزام بواجباتهم، ومتابعتهم باستمرار وعدم إهمالهم خصوصاً في ظل الأوضاع الراهنة.
قمنا باستطلاع رأي حول التعليم الإلكتروني واخترنا ثلاث عينات عشوائية مؤلفة من : معلمة، تلميذ، وأم لثلاثة أولاد . وكانت أجوبتهم هي التالية:
أمل ناصر الدين(معلمة مدرسة في الجنوب ) : التعليم عن بعد له إيجابياته، فالطالب لا يزال يتابع دروسه المطلوبة، أما سلبياته تقع على الجميع وخاصة الأهل والمعلمة ، إنه أمرٌ متعب لأن المعلمة تُكرّس يومها للتعليم الإلكتروني تاركةً مسؤولياتها الثانية من بيتٍ وأسرة ، فقد أصبح دوامنا مرهوناً بإنهاء جميع الطلاب فروضهم وواجباتهم .
مصطفى غندور (مدرسة ستار كوليج) :التدريس على المواقع الإلكترونية أبداً لا توفّي حق الطالب، فأنا كطالب ثانوي أقول أن هذا التعليم ظلمٌ لنا،لنفترض أن الطالب المجتهد قد فهم الشرح، فما بالكم بالطالب الذي يعاني من مشاكل في الفهم، من يتحمل المسؤولية؟
الأم لثلاثة تلاميذ( مدرسة أجيال المستقبل ) : إنها مسؤولية صعبة وضعتها المدارس على عاتق الأهل لأن لدينا مسؤوليات ثانية وأساسية، فمن لديه أكثر من ولد لا يستطيع متابعة الجميع بنفس الحيوية، بالإضافة لكونهم لم يأخذوا الموضوع بشكل جدّي، فهم لا ينفذوا المطلوب بشكل جيد، وهذا سبب انزعاجي.
ما بين صعوبات التعليم الإلكتروني وأهداف لم تُحقق نقترح ما يلي :
-إضافةً للجهود المبذولة من قبل المعلمين، لا ضرر في ارسال أهم الأهداف المطلوبة عبر تطبيق الوتس اب (نسبةً لتوفره عند الجميع).
-اعتماد شرح الدروس بطريقة البث المباشر لإلزام الطلاب بتنظيم أوقاتهم مثال على بعض البرامج (zoom, teamlink..).
– إلزام جميع الطلاب بإمتحانات تطبق عبر البرامج المذكورة أو برامج ثانية مراعاةً للظروف المادية لدى الجميع.
أما مصير التعليم الإلكتروني في لبنان ، فهو يعود إلى نهاية الأزمة التي يمرّ بها وفور انتهائها سيتوقف التلقين الإلكتروني والعودة إلى التلقين الفعلي.
فهل ستعود المدارس إلى سابق عهدها في التعليم أم أنها ستوافي بين التطور والتقليد؟
قم بكتابة اول تعليق