الاعلامية مريم كرنيب عن مشروع شاي وكتاب . ونحن في الضاحية أيضا نقرأ

خاص صور برس – حيدر عطوي

في أحد أحياء حارة حريك الهادئة، نبت مشروع ” شاي وكتاب ” . مكان أليف ما إن تدخل إليه حتى تشعر وكأنك في عالم آخر. الرفوف الخشبية مزدانة بالكتب والروايات، يتوسط المكان طاولة محاطة بالكراسي لمن يرغب بالجلوس والقراءة. وفي الركن مقعد خشبي صغير، وعلى الواجهة يلفت انتباهك إبريق من طابقين تفوح منه رائحة الشاي، يدغدغ أنفك ويرغمك على احتساء كوب صغير لن تقاوم مذاقه.

إنها الخلطة السحرية التي نجحت الإعلامية السابقة في قناة المنار ” مريم كرنيب ” في إجادة طبخها. فسحة ثقافية أرادت أن تجمع فيها بين غذاء العقل ونكهة المكان. ولكن كيف جاءت الفكرة؟

تجيب مريم: ” الفضل في ذلك يعود للكورونا. بعد وقت ليس طويل مع الحجر المنزلي، قررت العودة للقراءة ومد جسور العلاقة مع الكتب، ثم ما لبث أن سألت نفسي: “لماذا لا أتشارك أنا والناس هذه المهمة؟! وفعلا وجدت هذا المحل، الذي ما إن دخلت إليه، حتى شعرت أن كل شيء فيه يتناسب مع الفكرة التي أود تنفيذها. فالمكان هادئ جداً، والرفوف جاهزة لكي تحتلها الكتب، وهكذا كان”.

– ولماذا “شاي وكتاب”؟ ألا ترين أن هذا العنوان مستفز للمدمنين على القهوة؟

تضحك مريم قبل أن تجيب. ” أنا لا أتصور نفسي أقرأ كتاب من دون كوب الشاي. وبالنسبة لي، الشاي له طقوس معينة، وهو يجعلني أندمج في القراءة ويشجعني على ذلك. أما بالنسبة لشاربي القهوة، “يصطفلوا، أنا ما بعمل قهوة ولا بشربها ولا بعرف كيف بتنعمل، وبكل الأحوال كل الناس إجمالا بتشرب شاي، وبالتالي بيضل في قاسم مشترك بينهن وبين هالمكان”.

في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، كان مشروع “شاي وكتاب”، الذي أرادت من خلاله مريم الرد على من أساءوا لهذه المنطقه وأهلها بأنهم هم وحدهم فقط يقرأون. ولكن الفرق أن أهل هذه المنطقة يقرأون بصمت من دون فرقعه إعلامية، وليس أمام الشاشات. فهنا، ستجد كل ما يستهويك من الكتب والروايات، من الدين إلى الفلسفة والثقافة والقصة وغيرها. وعن ذلك تقول مريم: “بلش المشروع بالكتب اللي عندي، وبلشوا مجموعة من الزميلات يبعتولي الكتب اللي عندهن. وبالمقابل هو مش مشروع تجاري، ومش عم بحسب كم واحد صار جاي لهون. اللي بهمني إنو عيد تحريك عجلة القراءة، ويصير ملتقى للمثقفين وفسحة لتغيير الجو. وهو مفتوح للعموم “.

– وماذا عن الوقت؟ هل المشروع متاح في كل الأوقات؟

“عم نفتح يوم بالأسبوع فقط، وهو يوم الخميس من الساعة 3:00 إلى 7:00 مساءً، بسبب الكورونا وانشغالاتي التانية.. وغالباً اللي بحب يجي على المكان بيتواصل معي عبر إنبوكس الفيسبوك وبياخد موعد، لأنو المكان لا يتسع لاستقبال عدد كبير من الناس “.

– وما هو النظام المتبع لمن يرغب باستعارة الكتب؟

“عاملين نظام إعارة. لمن يرغب بالاستعارة، يمكنه أخذ كتابين بالأسبوع، ووضع اشتراك بقيمة 50 ألف ليرة كل 6 أشهر. وهي فرصة للي بحبوا القراءة خصوصاً في زمن الغلا اللي عم نشهده اليوم “.

– وما هي الطموحات المستقبلية؟

تختم مريم: “أتمنى -لو كتب لهذا المشروع النجاح- إنو يصير عندي صالون ثقافي مع شاي من كل الأنواع. وأتمنى من كل شخص لديه شغف بالكتاب والقراءة أن يجد في هذا المكان كل ما يشبهه”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*