على الرغم من توقف الاشتباكات العنيفة التي اندلعت نهاية الشهر الماضي في مخيم عين الحلوة، بين عناصر من حركة “فتح” ومجموعات إسلامية، على اثر مقتل قائد الامن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا العميد ابو اشرف العرموشي مع اربع من مرافقيه، فان أجواء الهدوء داخل المخيم يسودها الحذر الشديد، مع إمكانية انفجارها مجددا في اي وقت ، طالما لا يزال “الجمر تحت الرماد” داخل المخيم نتيجة عدم تسلم المطلوبين للسلطات اللبنانية.
وللاطلاع على اخر المستجدات المتعلقة بأحداث عين الحلوة التقى موقع “رأي سياسي” رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور اسامة سعد الذي قال:” على اثر الاشتباكات التي حصلت داخل مخيم عين الحلوة، اجرينا سلسلة من الاجتماعات التي لا تزال متواصلة مع كافة المعنيين لضبط الأوضاع داخل المخيم، كما عقدت هيئة العمل الفلسطيني في لبنان اجتماعا في السفارة الفلسطينية بحضور السفير اشرف دبور، ورئيس لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني باسل الحسن، وممثل عن قيادة الجيش وعن كل من حركة “امل” والتنظيم الشعبي الناصري، وتم خلال الاجتماع الإعلان عن نتائج تقرير لجنة التحقيق المكلفة من هيئة العمل الفلسطيني، وجرى الاتفاق على اليات المتابعة التي تبدأ بتسليم المشتبه بهم بجريمة اغتيال العميد العرموشي وكل من تظهره التحقيقات الى القضاء اللبناني، واعطيت مهلة خمسة ايام لتسليم المطلوبين انتهت يوم الاحد الماضي، ولكن للأسف لم يتم تسليمهم، مما وترّ الأجواء مجددا وكاد الوضع لان ينفجر داخل المخيم، ولكننا قمنا ببذل جهود كبيرة لوقف احتمال التفجير مع استمرار الاتصالات والحوار”.
وأضاف سعد :”كما عقدنا يوم الثلاثاء الماضي اجتماعا داخل مخيم عين الحلوة، بحضور التنظيم الشعبي الناصري من اجل ترتيب العلاقة بين حركة فتح وعصبة الأنصار والحركة الإسلامية، من اجل ممارسة العصبة والحركة ضغوطهما لتسليم المطلوبين، ولكن حتى الساعة ورغم كل المساعي التي تبذل لم يتم التوصل الى اي نتيجة تتعلق بتسليم المطلوبين، الذي لم يعد مطلبا لحركة فتح فقط، بل تبنته كافة الفصائل الفلسطينية، كما اننا نطالب بممارسة ضغط جدي لتسليم المطلوبين، خصوصا ان الامر اصبح يتعلق بالمصداقية وبالتعهدات التي أعلنت بضرورة تسليمهم للسلطات اللبنانية”.
واكد سعد ان لا خيار سوى ممارسة الضغوط من اجل تسليم المطلوبين، والا فان الخيار الاخر هو بإعادة الاشتباكات ، علما انه لم يعد بإمكاننا تحمل اي تفجير جديد، كاشفا عن اتصال اجراه برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، طالبا منه المساعدة لممارسة كل اشكال الضغط لتسليم الأشخاص المشتبه بتورطهم في قتل المسؤول الفلسطيني، وذلك من خلال اتصالات يقوم بها باسل الحسن، مشددا رفض كل الأطراف بعدم تسليم المطلوبين.
وعما اذا كانت حددت مدة جديدة لتسليم المطلوبين، قال سعد:” تحدث البعض عن أيام إضافية، ولكن ارتأينا عدم تحديد مهلة محددة، كي لا تصل الأمور الى نقطة لا رجوع عنها، لذلك علينا الانتظار لنرى ما يمكن ان تنتج عنها الاتصالات والضغوط.”
وأشار سعد الى ان مدارس “الاونروا” لا زالت محتلة من قبل المسلحين، كما ان المنظمة الدولية أوقفت خدماتها داخل المخيم، معتبرا ان من شأن هذا الامر ان يؤدي الى ضغط إضافي على مدينة صيدا وأهالي المخيم ، وبالتالي على البلد الذي يعيش بدوره أزمات متعددة على كافة الأصعدة ، ولم يعد باستطاعته تحمل المزيد من المخاطر والتوترات التي تضاف على أوضاعه الصعبة.