الإعلامية مهى حيدر . منذ طفولتي كنت أقلد المذيعين . ودخولي الى هذا المجال لم يكن صدفة . وعشقي للأطفال دفعني للتخصص في مجال علم النفس التربوي

خاص صور برس – حيدر عطوي 

من مجال علم النفس الى عالم الاضواء . هكذا يمكن اختصار مسيرة الاعلامية مهى حيدر التي انبهرت بالشاشة الصغيرة منذ طفولتها . فكانت تنقل ما تشاهده على التلفزيون الى غرفتها . تقلد اداء المذيعين كما لو أنها واحدة منهم . وعن هذه المرحلة تقول :

” بعمر المراهقة كان عنا كاميرا بالبيت كنت أحملها ومثل دور المذيعة وأعمل مقابلات من هيداك الزمن كان حلمي أعمل مذيعة  وبعدني محتفظة بالفيديوهات لهلق “

الا أن شغفها بمجال الاعلام لم يأخذها الى دراسة هذا الاختصاص في الجامعة . فالأمنيات شيء والواقع شيء أخر . فالعمل في مجال الاعلام دونه صعوبات كثيرة لاسيما وأنه في تلك المرحلة لم تكن هناك قنوات كثيرة تفتح أبوابها للفتيات المحجبات . وهو ما دفعها للذهاب نحو شغفها الثاني أي دراسة علم النفس . ولكن أيضا لم توفق في ذلك 

” في البداية كان في تمنيات من المحيطين  اختيار إختصاص غير علم النفس على أعتبار أنو بعد التخرج ما راح لاقي فرصة عمل . فتوجهت الى دراسة مجال ادارة الاعمال . بس ما كتير حبيت الاختصاص . وفي السنة التانية درست غرافيك ديزاين . وأيضا لم أجد شغفي في هذا العالم وبقي مجال دراسة علم النفس يراودني . وهكذا كان . ففي سنتي الثالثة درست الاختصاص اللي بحبه “

الا أن دراسة مجال علم النفس لم يستطع أن يسكت صوت الموهبة التي كانت تتمتع بها الاعلامية مهى حيدر . فثمة صوت داخلي كان يهمس لها بين الفينة والأخرى أن عليها تحقيق الجزء الأخر من طموحها . وعن ذلك تقول ..

” بعد التخرج اشتغلت بمجالي في علم النفس ولكن بقيت مهى الاعلامية جواتي عم تحاول استعادة حضورها وهيدا اللي صار فعلا . وبلشت رحلة البحث عن فرصة عمل بمجال الاعلام . وبنفس الوقت عملت دورات بالاعلام  والتقديم والصوت الالقاء واشتغلت على حالي منيح . وخلال هالفترة كان لي أكثر من تجربة اعلامية ولكن لم تكن فرص حقيقية . الى أن تقدمت للعمل بقناة الايمان الفضائية عام 2015  وهناك بدأت رحلتي الفعلية . في البداية عملت كمراسلة تقارير لبرنامج ” تحت الضوء ” ثم كمقدمة للبرنامج ” .

هكذا كانت بداية الاعلامية مهى حيدر مع مهنة البحث عن المتاعب . قبل أن تتوجها بتجربة أخرى في نفس الوقت مع قناة ال nbn  حيث عملت كمراسلة لبرنامج ” أسأل قلبك ” الذي قدمته الاعلامية لوركا سبيتي . وقامت بإنجاز عدد من التقارير مع نخبة من أهم الاعلاميين والفنانين اللبنانيين . ومن بينهم الراحل الياس الرحباني والاعلامية جيزيل خوري . وجورج قرداحي والكاتب شكري انيس فاخوري وغيرهم .

من مراسلة الى مذيعة  أمام الشاشة . ماذا تقولين عن هذه التجربة ؟

” كما هو معروف ان عمل المراسل هو عمل خارجي . مرهق ويجمع بين الاعداد والفيزيوناج إنتهاءاً بتسليم التقرير بعد المونتاج . هذه التجربة على مدار عامين أنضجتني وأكسبتني خبرة وعلاقات خصوصا وأن جزء من عمل المراسل هو الإرتجال والتواصل مع الضيوف والحالات . ومع توقف برنامج ” تحت الضوء ” قدمت فكرة برنامج ” لينك أن ” لإدارة قناة الايمان التي أعجبتها وبدأنا تنفيذها  وكانت أول تجربة حقيقية لي بمجال الاعداد والتقديم . وكانت من أنجح التجارب التي خضتها . وقدمنا البرنامج على مدار موسمين متتاليين دون توقف خلال فصل الصيف عامي 2018 و 2019 ” وهو يعنى بأخبار السوشيل ميديا وكل ما له علاقة بالتكنولوجيا “

أضافة الى ذلك شاركت الاعلامية مهى حيدر في تقديم عدد من البرامج المشتركة على سبيل المثال برنامج ” قناديل ” الرمضاني في موسميه الأول والثاني مع عدد من زميلاتها المذيعات في قناة الايمان الفضائية  . وكذلك الأمر برنامج ” حسيني الهوى ” على مدار موسمين أيضا والذي قدم خلال موسم عاشوراء .

وماذا عن الأن ؟

أعمل هذا الموسم على تقديم برنامج ” سنابل البر ” والذي نتناول فيه مدارس ومؤسسات جمعية المبرات الخيرية . وقد أستعرضنا عدد كبير منها على مدار حلقات . والحق يقال أنني تعرفت من خلال هذا البرنامج على أرث السيد المرجع محمد حسين فضل الله وأيادي الخير التي ساهمت في مساعدة الايتام والمحتاجين وأحتضانهم وتقديم العون لهم . 

وماذا عن اختصاصك في مجال علم النفس . هل الاعلام دفعك للتخلي عن العمل في هذا المجال ؟

تضحك مهى قائلةً  : بالعكس  لقد جعلني أكثر إصراراً أن أكمل فيه . وأنا بصدد تقديم عدد من الورش في مجال علم النفس التربوي قريبا عبر أكثر من منصة الكترونية أما دراسيا . فقد أنهيت ماستر سنة أولى وأستعد لإكمال ماجستير في مجال الادارة التربوية .. وأعتقد أن علم النفس أعطاني إضافة في مجال التقديم فالإعلامي عليه أن يجيد قراءة ضيفه ”  

في الختام  الاعلامية مهى حيدر أخصائية نفس تربوية  مسكونة بهاجس القراءة والكتابة ، كان لها عدة محاولات في مجال كتابة القصة القصيرة وقد صدر لها قصة بعنوان ” محجبة ولكن ” وتم اختيارها واحدة من أفضل عشرة قصص عام 2017 وتم نشرها في ” مجلة الآداب ” التي تصدر عن دار الآداب للنشر والتوزيع . 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*