جاء في “نداء الوطن”:
تمكّن المتحوّر الهندي “دلتا” من اختراق الجبهة اللبنانية غير المحصّنة اصلاً، ونجح في التسلل الى لبنان بفعل ضعف الاجراءات في مطار بيروت، مُسجّلاً 9 اصابات في مرماه كما أعلن وزير الصحة ليل أمس في تغريدة قال فيها: تمّ تسجيل 9 إصابات وافدة من متحور دلتا خلال الفترة الأخيرة من أثيوبيا والرياض والإمارات وبغداد وما زالت جهود الوزارة منكبّة لتخفيض الإصابات واحتوائها ونناشد الجميع مشاركتنا المسؤولية للحفاظ على ما أنجزنا ولبنان “ما بقى يحمل”، لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة من التعاطي الرسمي والشعبي، وتفتح الابواب على كل الاحتمالات.
وكان وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور حمد حسن أعلن بعد ظهر أمس وجود ثلاث حالات “دلتا” ايجابية، واكد في خلال حملة تلقيح في منطقة ضهور الشوير، في حضور النائب الياس بو صعب تبلغه من “مختبر الجامعة اللبنانية في الحدث، عن تسجيل 3 حالات من المتحور دلتا آتية عبر المطار، تبحث مصلحة الترصد الوبائي عن مصدرها”. وقال: “ما زلنا نجري فحوصات اضافية على عينات إيجابية لمعرفة ما اذا كانت هناك حالات اخرى”. أضاف: “لقاح فايزر يغطي 95 في المئة واسترازينيكا 93 في المئة للمتحور دلتا، لذلك أدعو المواطنين خصوصاً الذين تتراوح اعمارهم بين 30 و50 سنة كي لا يترددوا في تلقي اي لقاح متاح لانه يؤمن الحماية المنشودة التي نبحث عنها”. واعتبر ان “نسبة المناعة المجتمعية حتى الآن ما زالت غير كافية خصوصاً بعد ظهور المتحور دلتا حتى في الدول التي اكتسبت مناعة بنسبة 65 في المئة، لذلك على المواطنين الاسراع في تلقي اللقاح المتاح”.
الابيض: امر واقع جديد
مدير عام مستشفى بيروت الحكومي الدكتور فراس الابيض لفت في اتصال مع “نداء الوطن” الى ان اعلان وزير الصحة وصول المتحور “دلتا” الى لبنان يعني انه اصبح امراً واقعاً ويجب ان نبدأ بالتعامل مع الحقيقة، بعدما كانت ظنّاً، ومعروف ان هذا المتحور هو الاسرع انتشاراً والاشدّ، حتى في البلدان التي سجلت نسبة عالية من اللقاح كبريطانيا (60 في المئة) نرى عدد الحالات الايجابية في اليوم الواحد، وقد بلغت نحو 27 الف حالة بعدما بدأت بـ 3 آلاف، وما يحصل حافز للجميع بوجوب مراجعة الاجراءات المتبعة، سواء على المستوى الفردي ام على مستوى الاجراءات العامة، وكذلك الالتزام”.
وإذ طمأن الابيض الى ان اللقاحات تحمي حتى من عدوى “الدلتا” المتحور، والحماية تكون افضل بكثير مع الجرعتين، نصح الجميع، افراداً ومؤسسات بضرورة الانتباه والالتزام اكثر بالكمامة واجراءات التباعد، وخصوصاً الشباب والاشخاص غير الملقحين.
وقال: “بغض النظر عن الاجراءات في مطار بيروت، فالزحمة والاختلاط امور غير مقبولة، وما دام الجميع متفقاً على ان ما يحصل غير مقبول يبقى السؤال هو كيف يجب تغيير هذا الواقع، فمع تفهمنا للوضع يجب الا ننسى الى اين اوصلنا آخر موسم سياحي، اي مناسبة عيد رأس السنة”.
الا ان الابيض توقف في الوقت نفسه عند مؤشر جيد ويتمثل في المحافظة على النسبة المنخفضة من الاصابات بـ”كورونا” في لبنان، ما يعني ان الانتباه والتشدد يحولان دون ارتفاع الاصابات، وعليه لا نستطيع ان نتصرف وكأن “كورونا” انتهى وبات من الماضي