حسين شعيتو – صور برس
بدمعتين وابتسامة لا يستطيع ابا خضر إكمال كلامه عندما سألناه عن كيفية تدبير أموره المنزلية بعد إغلاق قهوته الصغيرة في أحد أحياء صور القديمة للوقاية من انتشار الفيروس المستجد ومنع التجمعات فتختنق كلماته خلف ملامح أثقلتها صعوبة الأيام ويعطيك شيء من الألم ونفحة الأمل بأن الله مدبر الأمور.
أبا خضر كما الكثير من أبناء جيله أو الشباب الذين تلطوا خلف البطالة المستترة بمهن يومية مستحدثة لكسب القوت اليومي في وطن لا يوفر أدنى حقوق البشر بحسب ما يعبر ابن ال ٥٠ عام والأب ل ٤ أولاد معقباً ان في عمله “اشتغلت اليوم بتاكل اليوم وسكرت بكرا بتقعد بلا اكل”.
من هذه القصة القصيرة ومع وجود آلاف “ابو خضر” في مدينة صور وبلداتها وجد صغار الكسبة وأصحاب المهن الصغيرة أنفسهم أمام قرار إقفال كلي يمتد ل ١٠ أيام على الاقل فبات الخيار صعبا ما بين الخروج والتمرد على القرار والتعرض للوباء الذي يهدد صحتهم وأولادهم أو التزام المنازل ومواجهة مرض القلّة وربما الموت من الجوع.
خياران أفضلهما سيء فالدولة اللبنانية أصدرت قرار الاقفال والقوى الأمنية تضرب بيد من حديد لمنع أي تجمع في حالة سميت بحالة الطوارئ ولكن لم يترافق ذلك مع أي خطة اقتصادية او انسانية للمساعدة في الحاجات الأساسية لشعب أثقلته الكوارث منذ ستة أشهر على الأقل.
والجدير بالذكر أن جباة شركات الكهرباء والماء ومرافق الدولة يجوبون القرى بفواتيرهم ويتخذون إجراءات قاسية وانذارات، الأمر الذي يجعلك تتمنى ان يكون أقصى خيراتهم تأجيل تلك الفاتورة ريثما تبيع بعض من القهوة ونرجيلتين مثلا عندما ينجلي هذا الكابوس لا ان تفكر بطلب مساعدة معيشية منها.
وحدها المبادرات الإنسانية الفردية او الحزبية من يعول عليها هؤلاء اليوم وغيرهم من الناس لاطعام أولادهم وعيالهم فماذا لو تعثر جمع التبرعات بسبب إقفال المصارف والمؤسسات الكبيرة وتعذر تحويل الرساميل من الخارج؟
قم بكتابة اول تعليق