وبعد 9 أشهر اعتذر الرئيس سعد الحريري عن تأليف الحكومة، تاركاً البلاد أمام منعطف خطير وارتطام كبير، لم يسبق له مثيل على الساحة الداخلية، وعلى وقع أزمات لم تشهد لها الساحة السياسية مثيلاً في عز ايام الحرب. والتخوف اليومهو من تفاقم قياسي في أزمات الكهرباء والمحروقات والدواء، وهي فقط العينات الأولية لردود الفعل المتفجرة على إعتذار الرئيس الحريري عن تشكيل الحكومة.والعين اليوم تنصب على ما يمكن أن يجري من تحت الطاولة وفي الكواليس للاتفاق على اسم رئيس حكومة جديد، يكون قادراً على التأليف، بعد ان رفض الرئيس الحريري في مقابلته مساء أمس من تسمية أي مرشح
والمعلومات التي توفرت لـ”نداء الوطن” قالت إنه قبل تحديد موعد الاستشارات النيابية يفترض حصول أحد الإحتمالات التالية:
• ان يتم التوافق على رئيس حكومة يحظى بأصوات عدد من الكتل النيابية.
• ان يكون هناك اتفاق على رئيس حكومة يحظى بغطاء سني وهذا الأفضل.
عين التينة غير مرتاحة
وفيما عكست أجواء عين التينة لـ”البناء” عدم ارتياح الى ما آلت اليه الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد حذرت الجميع من العبث في الأمن الداخلي والاستقرار والسلم الاهلي الذي يبقى أولوية لا سيما في ظل تردي الظروف الاقتصادية والاجتماعية بانتظار تأليف الحكومة الجديدة.
وأكد الرئيس بري، بحسب ما نقل زواره عنه لـ”البناء” أننا دخلنا في أزمة نظام لا أزمة حكومة، والحل بالتخلّص من النظام الطائفي والطائفية والانتقال نحو الدولة المدنية، مؤكداً أنه طالما أن الطائفيّة تتحكم بالحياة السياسية في لبنان فالأزمات مستمرة.
وقالت مصادر في فريق المقاومة لـ”البناء”إن حزب الله بـ “حالة ترقب وينتظر جولة جديدة من المشاورات بين الكتل السياسية الأساسية للتوافق على معالم المرحلة المقبلة لا سيما على اسم رئيس للحكومة قبيل الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة في بعبدا. متخوّفة من أزمة تكليف تلوح في الافق بسبب تمنع الحريري عن تزكية اسم بديلاً له ورفض اي شخصية سنية أخرى الترشح مخافة غضب بيت الوسط ودار الفتوى على غرار ما حصل مع الرئيس حسان دياب والسفير مصطفى أديب. متوقعة أن يطول الفراغ الحكومي وبالتالي اللجوء الى خيار تفعيل حكومة تصريف الأعمال أكثر للحد من الازمات قدر الإمكان”.
لا استشارات قريبة؟
ووفقا للمعلومات، لا تحديد لموعد جديد للاستشارات قبل حصول اتفاق على اسم رئيس للحكومة المفترض، وتشكيلة الحكومة وبرنامجها، وذلك لعدم تكرار تجربة تكليف الحريري، وهذا يعني ان لا استشارات قريبة في ظل رفض ««نادي رؤساء» الحكومة تبنّي اي مرشح جديد لموقع الرئاسة الثالثة، وثمة قرار متخذ بتحميل العهد مسؤولية اجهاض مهمة الحريري، وعدم المساهمة بتقديم اي حلول، وعليه، من المرجح استمرار الشغور، والاتكاء على حكومة تصريف الاعمال التي يرفض الرئيس حسان دياب تفعيلها، وذلك الى موعد الانتخابات النيابية، هذا اذا حصلت في موعدها…!
الخارج متخوف
وسط هذه الأجواء، أعرب مسؤول فرنسي رفيع أعرب لـ”النهار” عن أسف باريس الشديد لاستمرار التعطيل وقال بوضوح “ان مسؤولية التعطيل الاساسية هي على ميشال عون وصهره جبران باسيل”. وأضاف “ان باريس تطالب المسؤولين بيقظة من أجل تنفيذ إصلاحات طارئة كي تكسب ثقة الاسرة الدولية وللتحضير للانتخابات التشريعية “.
اما على الصعيد الخارجي أيضاً، فأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بعد لقائه ووزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن انه “في ما يتعلّق بلبنان، اتفقت مع وزير الخارجية الأميركي على مواصلة تنسيق أنشطتنا على نحو وثيق، من أجل التوصّل إلى تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الضرورية لإنهاء الأزمة السياسية والاقتصادية والإنسانية التي تعانيها البلاد. وإننا نعمل على اتخاذ تدابير فرنسية وأميركية لممارسة الضغوط على المسؤولين عن التعطيل في لبنان، إضافةً إلى القرارات التي اتخذها مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي في 12 تموز الجاري. وإننا نسعى معاً إلى حشد جهود شركائنا الإقليميين دعمًا لهذه المساعي، وذلك بعد الزيارة المشتركة التي أجرتها السفيرتان الفرنسية والأمريكية إلى الرياض في 8 تموز”.