الشاعرة سارة الزين عن الجدل حول الحجاب ” لاتجلدوا الناس على خياراتها “

تعليقا على الجدل الذي دار مؤخرا حول فكرة خلع الحجاب . علقت الشاعرة سارة الزين على صفحتها قائلة :
” لأوّل مرّة سأتحدث معكم أصدقائي عن موضوع يتداوله مؤخرًا الكثيرون، وهو تحت عنوان “خلع الحجاب بين من يُبارك ويُسيء”..
بعض الفتيات يعشن صراعًا بين ما يرغبن به وما فُرِض عليهنّ من خلال الأهل والمجتمع، ويجدن معاناة في اكتشاف الذات، وبعد أن يصلن إلى مرحلة عمرية معينة يخترن خلع الحجاب، نعم هو خيارٌ شخصي، وعندما يُسيء الملتزم/ة المتديّن/ة بالكلام إلى امرأة اختارت أن تخلع حجابها فهو واقعًا يُسيء إلى نفسه ويؤكّد للآخر أكثر أنّه لم يأخد من دينه إلا القشور. أمّا من يُبارك لها فهو يسيء مباشرةً لمفاهيم الدين الإسلاميّ ولأهله لأنه من خلال التبريك يعزّز فكرة أن الحجاب اغتصاب لحرية المرأة وتخلّف إسلامي وسجن لها لذلك كان خلعه نوعًا من الحريّة من هذا السجن، وهذا غير صحيح. (نعم هناك ممارسات فرض خاطئة لكن الشواذ لا ينفي القاعدة).
سأخبركم هنا عن تجربتي الشخصية، بقيت أرتجي والدي لمدّة سنتين أن يرضى بأن أرتدي الحجاب وكان يرفض ظنًّا منه أني صغيرة وأنني أقول هذا تأثرًا بحجاب والدتي وأختي، وكنت أختنق من رفضه لخياري الشخصي حتى قررت أن أنزل بنفسي لأشتري حجابًا أضعه على رأسي فكان أوّل المهنّئين لي وبارك إصراري واحتفى به.
أنا امرأة محجبة.. أمارس أغلب أنواع الرياضة إلى حدّ الهوس! أسافر في كلّ أنحاء العالم، أعرف ٤ لغات وأتقن ٣ منها، أحمل شهادتين جامعيّتين، أدّعي المحاولة في كتابة الشعر والرواية والنقد، وأُحلّق كيفما أريد وحيثما أريد وأعشق الطعام وألتهمه بشعر! وأحب الصور والتبسّم ولم أشعر يومًا أنّ هذه القماشة التي وضعتها على رأسي شكّلت عائقًا بيني وبين حرّيتي وأحلامي وطموحاتي، بل كانت بالنسبة إلي تصنع ما أسمّيه “الهيبة”…
أصدقائي.. بدلًا من أن نرجم بعضنا بعضًا، فلنتشارك الأفكار الإيجابية، ولنحترم خيارات الآخرين.
صديقي المسلم الذي لا يريد أن يصلّي هو بذلك ترك ركنًا أساسًا من أركان الدين ولكنه يبقى صديقي وأخي وسأظل أحبه وأحترمه، وكذلك الأمر في الحجاب. إن استطعنا أن نوصل أفكارنا ونقنع الآخر برقيّ فهذا أمرٌ طيّب وإن لم نستطع تبقى المودّة قائمة. افصلوا بين الأفعال وأصحابها ولا تجلدوا الناس على خياراتها فلقد تعبنا من جلد مجتمعاتنا لنا… تحدّثوا عن الفعل وناقشوا فيه من دون الإساءة إلى أهله.. الدين الإسلامي يعني أوّلًا الإنسانية والرحمة.. فكونوا رحماء❤️
أحبكم جدًا? ” 
#هامش: هناك أصدقاء يدعونني إلى تغطية الوجه بأسلوب رائع ومهذّب، وكنتُ أفرح كثيرًا برسائلهم الطيبة مع أنني لا أؤمن بهذه الفكرة أبدًا، لكنني كنتُ أفرح لمجرّد أنهم من زاويتهم يحسبون أن دخول الجنة يكون عبر هذا السبيل ومن محبتهم لي يسعون إلى أن أكون معهم في الجنة، قد لا نقتنع بالنصيحة ولكن عندما يكون أسلوب إهداء النصيحة جميلًا، فهو يُبقي في أنفسنا أثرًا طيّبًا❤️