خاص صور برس – حيدر عطوي
هناك في مدينة بافيا الايطاليه القريبة من منطقة لودي حيث بدأ أنتشار وباء كورونا يعمل الدكتور اللبناني حسام كمال محسن في مستشفى Policlinico San Matteo . وهي المكان الذي بات اليوم يعج بالمرضى المصابين بهذا الفيروس .
يقول حسام أبن بلدة عيتيت الجنوبيه وهو أختصاصي في امراض الدم والتشخيص الطبي عن بدايات هذا الوباء
” بدأ أنتشار كورونا في ايطاليا بحالتين فقط في منطقة لودي وخلال ايام أصبح العدد 500 حالة وتحولت المستشفى التي أعمل فيها مركز لأستقبال هذه حالات الكورونا فقط . وأقامو لنا دورات تدريبيه مكثفة وبدأنا العمل ليل نهار الى حدود 16 ساعة يوميا “
يصف الدكتور محسن مايجري في أيطاليا اليوم بأنها معركة حياة أو موت . لا تراجع فيها ولا أستسلام . فنحن نواجه عدو لانعرف هويته الكاملة ولا قدراته ورغم كل الابحاث فلا زالت المعلومات غير مؤكده حول الوصول الى تركيبة دواء شافية .
الم تفكر بالعودة الى لبنان في ظل هذا التفشي الخطير للمرض ؟
يجيب الدكتور محسن . نحن كلبنانيين تعودنا على المواجهه ولم يذكر التاريخ أننا هربنا من معركة فرضت علينا . بالتأكيد من المعيب ومن غير اللائق أن أترك ايطاليا في هذه الازمة الصحيه وهي التي تعلمت فيها الطب وأعطتني الكثير . فضلا عن ان اللبنانيين أشتهر عنهم وفائهم للدول التي تغربوا فيها وأنا لن أشذ عن هذه القاعدة . ولكن انا على استعداد للعودة الى لبنان للمساعدة اذا تأزم الأمر لاسمح الله . وسأضع نفسي في تصرف أبناء وطني .
ويكمل الدكتور محسن ” اليوم يتماثل عشرات الايطاليين للشفاء ولا تصدق مدى الرسائل والايميلات التي يرسلونها لنا ويعبرون فيها عن أمتنانهم لمساعدتنا لهم وتقديرهم لدورنا . وهذا بحد ذاته نعمة نحمدالله عليها .
وماذا عن الأهل ؟
يجيب بعدما تصدر منه ضحكة عفوية ” بالتأكيد أنت تعرف الأهل دائما يقلقون حتى ولو كنت بجانبهم . فكيف وأنا في أيطاليا لاسيما وهم يسمعون الاخبار المتداولة . ولكنني على اتصال بهم يوميا . وأطمئنهم دائما بأنني أتخذ اجراءات الوقاية اللازمة لاسيما في المستشفى . وحتى الأن أنا بخير والحمدالله “
كيف تعملون اليوم على الارض . وكيف هو الوضع في أيطاليا ؟
يجيب الدكتور محسن :
” نعمل هنا كمقاتلين . نسابق الزمن . ولا مجال للتوقف . هناك نقص كبير في اجهزة التنفس وعدد الاطباء قياسا الى عدد الحالات المصابة والتي وصلت الى مافوق ال 27 الف حالة . وهو مافرض علي أن أعمل كما معظم الاطباء هنا 8 ساعات في المستشفى و8 ساعات أقضيها بالمستشفى الميداني اتابع فيه الحالات المتوسطة والخفيفه .
ينفي الدكتور حسام الشائعات التي تحدثت عن أن المستشفيات الايطالية تعمد الى رفع أجهزة التنفس عن كبار السن وتعطيها الى الاقل سنا . مؤكدا أن هذا الكلام عار عن الصحة وأن سبب أرتفاع الوفيات يعود الى عدم جدية السكان في اتباع سبل الوقاية وأستهتارهم بما قد يسببه الفيروس من هلاك لهم .
عقل الدكتور حسام في أيطاليا وقلبه في لبنان . مذ أن سمع عن وصول الوباء الى بلده وهو يتابع ويتقصى الاخبار ويرسل النصائح والارشادات .
هل أنت على اطلاع بما يجري في بلدك الأم ؟
يجيب ” بالتأكيد . اتابع الاخبار أول بأول وأنا مرتاح للأجراءات التي اتخذتها الحكومة اللبنانيه . وأتمنى أن لايستخف اللبنانيين كما فعل الايطاليون . وأدعو ابناء بلدي الى ان يلزموا منازلهم ويحرصوا على النظافه والتعقيم والتوقف عن الزيارات فالوقاية وحدها هي الحل . والتوقف عن نقل الاشاعات والاخبار الغير موثقه . فهناك فيديوهات يتم تناقلها البعض يبسط المرض والبعض الأخر يهول . لذا لا تأخذوا معلوماتكم سوى من الجهات الرسمية فقط “
ويختم الدكتور حسام كلامه ” أريد أن أوجه بدوري التحية الى اصحاب المبادرات التي أنطلقت من شمال لبنان الى جنوبه . لاسيما أولئك الشباب الذين تبرعوا بايصال طلبات الناس الى منازلهم مجانا وهذه مبادرة بتكبر القلب . وهذا مايميز لبنان عن ايطاليا في هذه المعركة “
قم بكتابة اول تعليق