وردة في حقل ألغام

Whatsapp

بقلم رشا فضل الله

في وادي ظل الحياة المرصوف بالقتل والدمار، نسير دائما”في ليلة يحجب الضباب نجومها ويغمر الهول سكينتها.
أيام كثيرة مرت وأبواب الجحيم مفتوحة على لبنان، واليوم بالتحديد وقفنا على نهر الدماء والدموع المنساب كالماء الجاري، وقفنا أمام آلاف الأرواح ناظرين بعيون حزينة وبقلوب مكتئبة نحو هذه الأرواح.
وكأن أبواب الجحيم فتحت على لبنان من جديد،ولكن،هذه المرة ليست ككل مرة، فتحت عليه من الداخل وباتت المشاكل والقتل خبزه اليومي.
مؤسف للغاية ما يحصل وما نسمعه من استنكارات عند وقوع اي مشكلة أو ضحية(قتيل).تقفون وقفة صمت عن روح هؤلاء، ولكن، دون جدوى.تقتلون. تسجنون في بعض الأوقات كصورة فقط أو تهربون وتنطوي الصفحة، وعندئذ، ويل لشعب لا يكرم الا بعد تكفينه.
من المستفيد الأول من التغطية على هذه الجرائم التي تقع ضمن مناطقنا واراضينا؟ هل سيشهد لبنان وتشهد مناطقنا حالة من الاستقرار والأمان في المرحلة المقبلة؟ ألم يعلن السياسيين والمسؤولون على مختلف مواقفهم السياسية وفي خلال ثلاثة أرباع القرن أن الأزمات اللبنانية لا تنتهي إلا بصيغة(لا غالب ولا مغلوب).وغالبا”ما بقيت المعادلة حبرا” على ورق أمام سقوط البشر والحجر.
إلى اين؟…
سفك الدماء محرم،ولكن،من حلله للغير؟
سلب الأموال جريمة، ولكن،من جعل سلب الأرواح فضيلة؟
خيانة النساء قبيحة، ولكن،من صير رجم الأجساد جميلا؟
انقابل الشر بشر أعظم ونقول هذه هي الشريعة، ونقاتل الفساد بفساد ونهتف هذا هو الناموس،ونضاهي الجريمة بجريمة أكبر ونصرخ هذا هو العدل؟
إليك يا لبنان، إليك يا جنوب وانت تزرع أبناءك في التراب.اليك وعلى شفتيك أنين الجواب، وإليك وأنت تصلي في محراب العبادة صلاة فيضها الدعاء وعنوانها الرجاء وخاتمها الوفاء.
بين أحضانك الشهادة فازهرت الأرض ورودا”، هكذا انت يا لبنان، هكذا انت يا جنوب أيتها البلدة الجميلة، وردة في حديقة لبنان.

Whatsapp

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*